النبي إدريس عليه السلام هو أحد الرسل الذين ذكرهم الله تعالى في كتبه السماوية، في التوراة والإنجيل والقرآن والزبور، وهو من أقرب الأنبياء لسيدنا آدم عليه السلام، وذلك لنسبه للنبي شيث الذي بُشر بالرسالة من بعد آدم عليه السلام. اشتهر النبي إدريس بعلمه ومعرفته الواسعة. يرجع أصله إلى جده النبي شيث عليه السلام، وهو أول من أُعطيَ النبوة من بعد جده، وقد ذكر في التوراة اسمه، وهو إدريس بن يارد بن مهلائيل بن شيث.
عمل النبي إدريسكان النبيّ إدريس عليه السلام خياطاً، وله أيضاً مواعظ في الأدب، وكان يتحدّث باثنين وسبعين لساناً، وهو أول من قام بعلم السياسة المدنية، وقام برسم قواعد تمدين المدن وتحسينها، وتم بناء مئة وثماني وثمانين مدينة، وهو أول من خط بالقلم وصنع الصحف.
ولادة إدريس عليه السلام ونشأتهاختلف العلماء في مسقط رأس النبي إدريس، فمنهم من قال بأنّه ولد في فلسطين، وغيرهم قالوا في مصر وبابل، وكانت نشأته في فلسطين حيث إنّه تعلّم علم أجداده، وأدرك من حياة آدم عليه السلام ثلاثمائة وثمانية سنين، لأن البشر قديماً كانوا من أصحاب العمر المديد جداً، وعندما بلغ واشتدّ عوده اختاره الله بأن يكون من أولي العزم ونزلت عليه الرسالة.
رسالة إدريس عليه السلامدعا إدريس قومه إلى الإيمان بالله تعالى وحده، وذلك لما أصابهم من بعد آدم وشيث من ضياع وسوء ونزاعات وظلم وعدم اتّباع شريعة الله التي أنزلها، ولكن فئةٌ صغيرةٌ منهم رجعوا عما كانوا فيه، وفئة كبيرة حاربته ومن معه، فخرج فيهم إلى مصر، فتوقف عند النيل وأخذ يسبح اسم الله ويمجده ويدعو الناس إلى مكارم الأخلاق وطاعة الله، وكانت مدة إقامة إدريس في الأرض ثمانمئة عام، ثم رفعه الله تعالى إليه إلى السماء الرابعة، كما ذكر الله تعالى في قوله: (وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا).
نزع الله تعالى لروح إدريس عليه السلامتعدّد رأي العلماء في هذا الأمر إلى أن نزل أمر من الله تعالى إلى ملك الموت عزرائيل عليه السلام بأن يقبض روح إدريس عليه السلام في السماء الرابعة، ونزل ملك الموت، ورفع إدريس عليه السلام بجناحيه إلى السماء وقبض الله روحه فيها، والنبي الوحيد الذي رفع إلى السماء ولم تقبض روحه هو سيدنا عيسى عليه السلام، كما ورد ذكره في القرآن: (وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ) الاية (33مريم).
المقالات المتعلقة بماذا كان يعمل النبي إدريس